اكتشاف الجين المسبب للبهاق والأمراض المناعية

اكتشاف الجين المسبب للبهاق والأمراض المناعية

في دراسة نشرت في عدد 22 مارس من مجلة ذا نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن توصل باحثون من جامعة لندن في سانت جورج وجامعة كولورادو في دنفر ومركز العلوم الصحية ومركز باربرا ديفيس لسكري الأطفال، إلى علاقة محتملة بين أحد الجينات والمرض الجلدي المزمن المعروف بالبهاق أو البرص، وأمراض أخرى ذاتية المناعة.
وقام الباحثون بدراسة مجموعتين منفصلتين شملت 114 عائلة ضمت 656 فردا مصابا بالبهاق وغيره من الأمراض الوبائية الأخرى تتصف بالمناعة الذاتية والالتهاب الذاتي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بين 1996-2005.
وبدأ الباحثون بدراسة مرض البهاق، حيث إنه يعتبر من الأمراض المأساوية التي تتسبب في فقدان الصباغ، وبالتالي ظهور بقع باهتة اللون على الجلد يمكن رؤيتها بوضوح في أكثر من 0.5-1% من المصابين.
ووجد الباحثون أن المرضى المصابين بالبهاق وأقاربهم، حتى من غير المصابين به، معرضون للإصابة بأمراض أخرى ذاتية المناعة، حيث وجد الباحثون أن الجين المعروف بـ (نالب1) والذي يتحكم في قسم الجهاز المناعي المسؤول عن تنبيه الجسم لوجود هجمات حمية وبكتيرية يتسبب في التمهيد للتعرض للبهاق وغيره من الأمراض الذاتية المناعة.
وتقول أستاذة الأحياء الخلوية في جامعة لندن وإحدى المشاركات في البحث، البروفيسور دوروثي بينيت، إن هذه الدلائل تساعد في التوصل إلى سبب مهاجمة الجهاز المناعي لأحد الأنسجة، حيث إنه إذا ازداد نشاط (نالب1) فإنه يتسبب في رد فعل خاطئ للجهاز المناعي، ولكن لم يتمكن الباحثون من معرفة كيفية حدوث ذلك بالضبط حتى الآن، حيث يأملون أيضا باكتشاف المزيد من الجينات المسؤولة عن الإصابة بالمرض، واكتشاف علاجات جديدة استنادا للجين المكتشف حاليا.
كما يقول مدير برنامج الطب الجيني في الإنسان بجامعة كولورادو والمشرف على البحث الدكتور ريتشارد سبريتز، إن ما يثير الاهتمام هو عدم اكتشاف علاقة الجين (نالب1) بأي مرض ذاتي المناعة في دراسة سابقة، حيث إن معرفة أن (نالب1) يعتبر من المنبهات الأولية الدالة على وجود هجمات بكتيرية، أو حمية في الجسم يساعد في التوصل لمعرفة الطريقة التي ينشأ فيها المرض داخل الجسم، بالإضافة إلى العلاجات المحتملة التي يمكن بها علاج هذا المرض وغيره من الأمراض الذاتية المناعة.
وتصيب الأمراض الذاتية المناعة والذاتية الالتهاب ما يقارب من 15-25 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، وتتمثل في ما يقارب من 80 نوعا من الأمراض التي تصيب الأنسجة والأعضاء والأنظمة الموجودة في الجسم، وتعتبر في قائمة الأمراض العشرة الأكثر تسببا في الوفيات بين النساء.
ويأمل سبيرتز وزملاؤه في البدء قريبا ببحث طبي قريب لعلاج جديد لمرض البهاق يعتمد على اكتشافهم لجين (نالب1)، كما يعتقد بأن يكون لـ (نالب1) علاقة بأمراض التهابية ومناعية ذاتية أخرى كالنوع الأول من داء السكري ومرض أديسون والغدة الدرقية والذئبة وغيرها، حيث أوضح أنه إذا تمكن من تعطيل النشاط السلبي لـ (نالب1) سيساعد ذلك في علاج العديد من الأمراض المزمنة وبالتالي القضاء عليها.